معلومات عنا  |  اتصل بنا  |  RSS  |  1445-10-20  |  2024-04-29  |  تحديث: 2024/01/03 - 20:18:5 FA | AR | PS | EN
موقف مصر تجاه طوفان الأقصى             الاحتلال استخدم اثنتين من أضخم القنابل في ترسانته في مجزرة جباليا             أهداف نتنياهو من إعلان الحرب على منظمات الحكم الذاتي             صحف غربية تكشف زيف الإعلام الصهيوني و داعميه.. والعالم لم يعد يصدق             "الصحة”: 18.987 شهيداً ارتقوا في الضفة وغزة منذ بدء العدوان             مواصلة أمريكا إمداد "إسرائيل" بالأسلحة الفتاكة.. ما السر!             210 شهداء و2300 إصابة في قطاع غزة جراء عدوان الاحتلال في 24 ساعة            استشهاد أكثر من 100فلسطيني في مجزرة لمخيم جباليا             خلافات تهدد حكومة الحرب و أيام عصيبة تنتظر "إسرائيل"             وزارة الصحة: الوضع الصحي بمدينة غزة وشمال القطاع كارثي             البخيتي يؤكد اختلاق واشنطن لقصة إنقاذ سفينة في خليج عدن والبنتاغون يتراجع.. قراصنة لا أنصار الله             الإعلام الحكومي بغزة يعلن عن ارتفاع أكثر من 12 ألف شهيد بينهم 5 آلاف طفل منذ بدء العدوان             وسائل التواصل الاجتماعي في خدمة الإجرام الإسرائيلي            الأسد: بما فرضته المقاومة الفلسطينية امتلكنا الأدوات السياسية التي تمكننا من تغيير المعادلات             السيد نصر الله: الكلام للميدان وإذا أرادت امريكا وقف العمليات ضده عليه وقف العدوان على غزة            

تاريخ النشر: 2021/07/28 - 12:17:2
زيارة: 942
مشاركة مع الـأصدقاء

لماذا واقعة الغدير خالدة؟

لقد تعلّقت المشيئة الربانية بأن تبقى واقعة الغدير التاريخية في جميع القرون والعصور كتاريخ حيّ يجتذب القلوب والافئدة، ويكتب عنه الكتّاب الاسلاميون في كل عصر وزمان ويتحدثون حوله في مؤلفاتهم المتنوعة في مجال التفسير والتاريخ والحديث والعقائد، كما يتحدث حوله الخطباء في مجالس الوعظ ومن فوق صهوات المنابر، ويعتبرونها من فضائل الإمام «علي» الذي لا يتطرق إليها أي شك أو ريب.

ولم يقتصر هذا على الكتّاب والخطباء بل استلهم الشعراء من هذه الواقعة الكبرى التي فجرت بالتفكير حول هذه الحادثة، وبالاخلاص لصاحب الولاية ينابيع التعبير في وجودهم فأنشئوا أروع القصائد، وجادت قرائحهم بأنواع مختلفة من القصيد الجميل، وخلّفوا لمن بعدهم وبلغات مختلفة آثارا أدبية ولائية خالدة.

 

ولهذا قلّما نجد حادثة تاريخية حظيت في العالم البشري عامة وفي التاريخ الاسلامي والامة الاسلامية خاصة بمثل ما حظيت به واقعة الغدير، وقلما استقطبت اهتمام الفئات المختلفة من المحدّثين والمفسرين والكلاميين والفلاسفة، والشعراء والأدباء، والكتّاب والخطباء، وارباب السير والمؤرخين كما استقطبت هذه الحادثة، وقلّما اعتنوا بشيء مثلها اعتنوا بها.

 

إن من أسباب خلود هذه الواقعة الكبرى ودوام هذا الحديث هو: نزول آيتين من آيات القرآن الكريم فيها([1])، فما دام القرآن الكريم باقيا مستمرا يتلى آناء الليل وأطراف النهار تبقى هذه الحادثة في الاذهان والنفوس ولا تمحو خاطرتها من العقول والقلوب.

وحيث إن المجتمع الاسلاميّ في العصور الغابرة وكذا الطائفة الشيعية كانوا يعتبرون هذا اليوم عيدا كبيرا من الأعياد الدينية، وكانوا يقيمون فيها ما يقيمونه من المراسيم في الأعياد الاسلامية لهذا فإن هذه الحادثة التاريخية (حادثة الغدير) قد اتخذت طابع الابديّة والخلود الذي لا تمحى معه خاطرتها من الأذهان والخواطر.

 

هذا ويستفاد من مراجعة التاريخ بوضوح أن اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام كان معروفا بين المسلمين بيوم عيد الغدير وكانت هذه التسمية تخطى بشهرة كبيرة إلى درجة أن ابن خلّكان يقول حول «المستعلي بن المستنصر»: فبويع في يوم غدير خمّ وهو الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 487([2]).

 

وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي: وتوفي ليلة الخميس لا ثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثمانين واربعمائة، قلت: وهذه هي ليلة عيد الغدير اعني ليلة الثامن عشر من شهر ذي الحجة وهو غدير خم([3]).

 

وقد عدّه ابو ريحان البيروني في كتابه «الآثار الباقية» ممّا استعمله أهل الاسلام من الأعياد([4]).

 

وليس ابن خلّكان وابو ريحان البيروني، هما الوحيدان اللذان صرّحا بكون هذا اليوم هو عيد من الاعياد، بل هذا الثعالبيّ قد اعتبر هو الآخر ليلة الغدير من الليالي المعروفة بين المسلمين([5]).

 

إن عهد هذا العيد الاسلامي وجذوره ترجع إلى نفس يوم «الغدير» لأن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر المهاجرين والانصار بل أمر زوجاته ونساءه في ذلك اليوم بالدخول على «عليّ» (عليه السلام) وتهنئته بهذه الفضيلة الكبرى.

يقول زيد بن ارقم: كان أول من صافق النبي (صلى الله عليه وآله) وعليا: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والانصار وباقي الناس([6]).

 

الدلائل الاخرى على أبديّة الغدير:

ويكفي في أهميّة هذا الحدث التاريخي أنّ هذه الواقعة التاريخية رواها مائة وعشرة صحابيّ، على أن هذه العبارة لا تعني أنّ رواية هذه الواقعة اقتصرت على هؤلاء المائة والعشرة من ذلك الحشد الهائل بل يعني أن هؤلاء جاء ذكرهم في كتب أهل السنّة ومصنفاتهم.

 

صحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألقى خطابه المذكور الذي تضمّن نصب عليّ (عليه السلام) للخلافة في مائة الف او يزيدون من الناس ولكن كثيرا منهم كانوا قد أتوا من مناطق نائية من الحجاز ولهذا لم يروعنهم هذا الحديث، كما ان كثيرا من الذين حضروا ذلك المشهد التاريخي العظيم رووا ونقلوا للآخرين هذا الحديث ولكن التاريخ لم يوفق لذكر أسمائهم، أو إذا تمّ ذلك لكن لم يصل إلينا.

 

ثم إنّه روى هذا الحديث في القرن الثاني الاسلاميّ وهو عصر التابعين تسعة وثمانون تابعيا.

وقد بلغ عدد من روى حديث «الغدير» في القرون اللاحقة في كتابه من علماء أهل السنة وفضلائهم ثلاثمائة وستون شخصا، وصحّحه جمع كبير منهم واعترفوا بتواتره.

ففي القرن الثالث رواه

اثنان وتسعون عالما.

وفي القرن الرابع رواه

أربعة واربعون.

وفي القرن الخامس رواه

أربعة وعشرون.

وفي القرن السادس رواه

عشرون.

وفي القرن السابع رواه

واحد وعشرون.

وفي القرن الثامن رواه

ثمانية عشر.

وفي القرن التاسع رواه

ستة عشر.

وفي القرن العاشر رواه

أربعة عشر.

وفي القرن الحادي عشر رواه

اثنا عشر.

وفي القرن الثاني عشر رواه

ثلاثة عشر.

وفي القرن الثالث عشر رواه

اثنا عشر.

وفي القرن الرابع عشر رواه

عشرون عالما.

ولم يكتف البعض بنقل ورواية هذا الحديث في كتبهم ومؤلّفاتهم بل ألّفوا حوله رسائل أو كتبا مستقلة.

وقد ألّف المؤرخ الاسلامي الكبير «الطبري» كتابا في هذا المجال أسماه «الولاية في طرق حديث الغدير» روى فيه هذا الحديث عن النبي بخمس وسبعين سندا.

 

ولقد روى «ابن عقدة» في رسالة «الولاية» هذا الحديث بمائة وخمسين حديثا.

وروى أبو بكر محمّد بن عمر البغدادي المعروف بالجمعاني هذا الحديث بخمس وعشرين سندا.

كما روى من علماء الحديث هذه الواقعة نظراء:

أحمد بن حنبل الشيباني

بـ 40 سندا

ابن حجر العسقلاني

بـ 25 سندا

الجزري الشافعي

بـ 80 سندا

أبو سعيد السجستاني

بـ 120 سندا

الأمير محمّد اليمني

بـ 40

النسائي

بـ 250 سندا

أبو العلاء الهمداني

بـ 100 سندا

أبو العرفان الحبان

بـ 30 سندا

 

وبلغ عدد من ألّف رسالة خاصة أو كتابا مستقلا حول هذه الواقعة وخصوصياتها وتفاصيلها 26 شخصا ولعلّ هناك غيرهم ممن ألّف كتابا أو رسالة مستقلّة حول هذه الحدث التاريخي الهامّ لم يذكر التاريخ أسماءهم، أو ضاعت مؤلفاتهم مع التطورات التي طرأت على الأمة الإسلامية وضيّعت الكثير من تراثها الفكريّ خلال عمليات الاغارة والنهب أو الهدم والإحراق (ولقد اقتبسنا كل هذه الاحصاءات من كتاب الغدير الجزء الاول).

ولقد كتب علماء الشيعة كتبا قيمة حول هذه الواقعة أجمعها واشملها كتاب «الغدير» بقلم العلامة الجليل والكاتب الاسلامي القدير المرحوم آية الله الشيخ الأميني (قدس سره)، والذي يقع في أحد عشر مجلدا في ما يقرب من ستة آلاف صفحة، وقد استفدنا كثيرا من تلك الموسوعة في تنظيم الفصل الحاضر.

 

ثم ان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يلبث ان نزل عليه قوله تعالى بعد نصبه عليا لإمرة المسلمين في تلك الواقعة:

«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً»([7]).

فكبّر النبي (صلى الله عليه وآله) بصوت عال ثم أضاف قائلا:

«الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الربّ برسالتي، وولاية عليّ بن أبي طالب من بعدى».

ثم نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ذلك المنبر المصنوع من حدائج الابل وأمر امير المؤمنين عليّا (عليه السلام) أن يجلس في خيمة وأمر أطباق الناس وكلّ من حضر المشهد من امته ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه الأنصار كما أمر امّهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين (عليه السلام) وتهنئته على تنصيبه لمنصب الامامة والخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ففعل الناس ذلك وانكبّوا على «علي» (عليه السلام) بأيديهم وكان أول من صافق وهنأ عليّا أبو بكر وعمر واصفين إياه بالولاية.

وهنا قام «حسان بن ثابت الأنصاري» شاعر الاسلام واستأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أن ينشد شعرا بهذه المناسبة، فأذن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائلا: قل على بركة الله.

 

 

فقام حسان وقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخم وأسمع بالنبيّ مناديا

وقد جاءه جبريل عن أمر ربّه

بأنّك معصوم فلا تك وانيا

وبلّغهم ما انزل الله ربهم

إليك ولا تخشى هناك الأعاديا

فقام به إذ ذاك رافع كفّه

بكف عليّ معلن الصوت عاليا

فقال فمن مولاكم ووليّكم

فقالوا ولم يبدوا هناك تعاميا

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا

فقال له: قم يا عليّ فإنني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليّه

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليّه

وكن للذي عادى عليّا معاديا

فيا ربّ انصر ناصريه لنصرهم

امام هدى كالبدر يجلو الدياجيا

 

ولقد كان هذا الحديث على مدى التاريخ الاسلامي اكبر دليل على أفضلية علي (عليه السلام) على جميع صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) كافة، حتى أن أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) احتج به مرارا فقد احتج به في مجلس الشورى الذي عقد لتعيين الخليفة عقيب وفاة الخليفة الثاني، وفي أيام خلافة عثمان وفي أيام خلافته (عليه السلام) أيضا، كما أن شخصيات كثيرة من وجوه المسلمين احتجوا به على منكري حق عليّ وأفضليته وكان ذلك دأبهم دائما وأبدا.

 

سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، آية الله الشيخ جعفر سبحاني

 

([1]) المائدة: 67 و 3.

([2])وفيات الأعيان: ج 1 ص 60.

([3])وفيات الأعيان: ج 1 ص 60.

([4])ترجمة الآثار الباقية: ص 395 الغدير: ج 1 ص 267.

([5])ثمار القلوب: ص 511.

([6]) راجع مصدره في الغدير: ج 1 ص 270.

([7]) المائدة: 1 و3.

 

النهاية

 

URL تعقيب: https://www.ansarpress.com/arabic/23208


الكلمات:






*
*

*



قرأ

زلزال أفغانستان يوقع أكثر من 2000 قتيل وآلاف الجرحى


مئات القتلى والجرحى.. حفل زفاف يتحول لكارثة


الأربعينية.. تحية الى من وفّر الأمن لزوّارها


المغرب.. ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال المُدمر إلى 2012 وفاة و2059 إصابة


هزة أرضية بقوة 5.7 درجة تضرب أفغانستان


طالبان تعتقل أستاذا جامعيا انتقد سياساتها


طالبان تحظر تشغيل الموسيقى في السيارات ونقل النساء بدون حجاب


دراسة بريطانية: خطر البقاء في المستشفى بسبب أوميكرون أقل من دلتا


باكستان تحتضن قمة مخصصة للأزمة الإنسانية في أفغانستان


الخارجية الروسية تحذر من استعداد مئات آلاف الأفغان للفرار إلى أوروبا


تحذيرات من مجاعة في أفغانستان بسبب الجفاف وتراجع الزراعة


الصحة العالمية تطلق تسمية "أوميكرون" من الأبجدية الإغريقية على سلالة المتحور الجديد


رتفاع حصيلة غرق زورق مهاجرين قبالة كاليه في فرنسا إلى 31 قتيلا وماكرون يطلب اجتماعا أوروبيا "طارئا"


مقتل 45 شخصا على الأقل في حادث حافلة في بلغاريا


طالبان تعلن فرض القيود على ظهور المرأة الأفغانية في الإعلام


طالبان تحظر برامج تلفزيونية "تتعارض مع الشريعة الإسلامية"


الصحة العالمية: 75% من أطفال اليمن يعانون سوء التغذية المزمن


الصحة العالمية: مليون طفل أفغاني عرضة للموت بسبب سوء التغذية الحاد


بريطاني يجلي 200 كلب وقط بطائرة خاصة من أفغانستان ويترك المتعاونين معه


الجيش الأمريكي وحلفاؤه يجلون نحو 11 ألف شخص من أفغانستان خلال يوم


تخطيط كندا لاستقبال 20 ألف أفغاني


الجزائر.. اللجنة الوزارية للفتوى تدعو إلى تجنب الشائعات حول كورونا


الصحة العالمية تحذر من ظهور سلالات جديدة لكورونا "أكثر فتكا"


امتد إلى المنازل.. ضحايا وجرحى بحريق غابات قرب منتجع سياحي بتركيا


"دلتا كورونا".. الصين ترصد بؤراً جديدة للفيروس





الـأكثر مشاهدة
مناقشة كاملة

آخر الـأخبار على هاتفك النقال.

ansarpress.com/m




أنصار الـأخبار ©  |  معلومات عنا  |  اتصل بنا  |  النسخة المحمولة  |  مدعومـ: Negah Network Co
يسمح استخدامـ هذا المصدر على شبكة الـإنترنت (رابط موقع). فروشگاه اینترنتی نعلبندان